• أزمة آسيوية تجرُّ الأسهم السعودية إلى أكبر خسارة في 2010

    26/05/2010

    كسر حاجز الـ 6000 نقطة.. ومخاطر الاقتصاد العالمي تتزايد .. اقتصاديون:  أزمة آسيوية تجرُّ الأسهم السعودية إلى أكبر خسارة في 2010



    متعامل يشير إلى شاشة عرض الأسهم السعودية أمس، حيث تراجعت بشكل حاد فاقدة نحو 417 نقطة.
     
     
     

    أزمة اقتصادية جديدة انطلقت من شرق آسيا أطلت برأسها وأثرت في معظم الأسواق المالية العالمية، وبالأخص السوق السعودية التي نزفت بالأمس 416 نقطة، في أكبر خسارة يومية لها في 2010، وذلك بعد تواتر الأنباء التي تشير إلى قيام حرب بين الكوريتين، وتأثير ذلك في العملة الصينية – اليوان - التي تراجعت بنحو 4 في المائة أمام الدولار، وتسبب ذلك في زيادة المخاوف على قطاعي البتروكيماويات والنفط، وعززت المسار الهابط لمعظم أسواق الأسهم.
    ردة فعل عنيفة، ومبالغ فيها للسوق السعودية، هذا ما اتفق عليه المحللون الاقتصاديون، الذين وصفوا الأسواق الخليجية بـ «الهشة»، والاستجابة للضغوط العالمية بشكل كبير، في الوقت الذي رجحوا فيه اتجاه السوق المحلية لمستوى 5500 نقطة، بقيادة قطاعي البتروكيماويات والمصارف، في ظل توتر الضغوط.
    في مايلي مزيد من التفاصيل:
    أزمة اقتصادية جديدة انطلقت من شرق آسيا أطلت برأسها وأثرت في معظم الأسواق المالية العالمية، وبالأخص السوق السعودية التي نزفت بالأمس 416 نقطة، في أكبر خسارة يومية لها في 2010 ، وذلك بعد تواتر الأنباء التي تشير إلى قيام حرب بين الكوريتين، وتأثير ذلك في العملة الصينية- اليوان- التي تراجعت بنحو 4 في المائة أمام الدولار، وتسبب ذلك في زيادة المخاوف على قطاعي البتروكيماويات، والنفط، وعززت المسار الهابط لمعظم أسواق الأسهم.
    ردة فعل عنيفة، ومبالغ فيها للسوق السعودية، هذا ما اتفق عليه المحللون الاقتصاديون، الذين وصفوا الأسواق الخليجية بـ ''الهشة''، والاستجابة للضغوط العالمية بشكل كبير، في الوقت الذي رجحوا فيه اتجاه السوق المحلية لمستوى 5500 نقطة، بقيادة قطاعي البتروكيماويات والمصارف، في ظل توتر الضغوط.
    المحللون أوضحوا أن الأزمة الأوروبية لا تزال تؤثر في أداء الأسواق المالية العالمية، وبالأخص بعد قيام إسبانيا بدمج أربعة بنوك، وهو الإجراء الذي اعتبروه استباقا لأزمة ديون قادمة في أثينا، ما يعني استمرار نزول مؤشر عدد كبير من الأسواق المالية العالمية.
    ولفت الاقتصاديون إلى تزايد المخاوف بشأن إمدادات وأسعار النفط العالمية، بفعل الأزمة الآسيوية، وتأثر العملات هناك، وبالتالي تأثر الصادرات السعودية خصوصا البتروكيماوية من ذلك، إلى جانب استمرار تداعيات الأزمة الأوروبية، وهو ما اعتبروها ''عوامل ضغط'' ستؤثر بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
    وهوت الأسهم السعودية 6 في المائة بنهاية تعاملات الأمس، حيث اتضح المسار الهابط منذ بداية التداولات، على الرغم من وصول السيولة إلى حاجز الـ 5.3 مليار ريال، فيما يرى المحللون أن الأيام لا تزال حبلى بكثير من الأخبار الاقتصادية العالمية الخافية، بالنظر إلى وصول معظم الأسواق العالمية إلى نفق ''عدم الوضوح''.
     
     
     
     

    الدراج
     
     
     
     
    وهنا، أوضح سهيل الدراج الخبير في الشؤون الاقتصادية الدولية أن الانخفاض الحاد في الأسهم السعودية جاء بتأثير عاملين رئيسيين وهما: التطورات في الأزمة الأوروبية، والعامل الثاني، تحرك كوريا الشمالية باتجاه الحرب ضد الجنوبية.
    وأضاف: ''فيما يتعلق بأوروبا فقد أعلنت إسبانيا عن دمج أربعة بنوك، وهذه الخطوة لمن ينظر إليها بعمق يشعر بأن إسبانيا بدأت تدق ناقوس الخطر بسبب تراكم الديون، واستباق ذلك بخطوة الدمج، وهو ما دفع صندوق النقد الدولي إلى الحث على إجراء إصلاحات قوية في أثينا بالنظر إلى إمكانية وجود أزمة مستقبلية لديها قد تؤثر في أوروبا والعالم''.
    وتابع:''منذ صباح الأمس كانت آسيا تسير بهدوء إلى أن أعطت كوريا الشمالية أوامرها للجيش بالتحرك ضد الجنوبية، وبدأت الأخيرة تعد العدة لذلك، وهذا أثر بشكل سلبي في العملات الآسيوية التي تهاوت من تأثير الأزمة السياسية، والأهم فيها اليوان الذي تراجع بنسبة 4 في المائة أمام الدولار''.
    ولفت الدراج إلى أن وزيرة الخارجية، ووزير الخزانة الأمريكي بذلا خلال الفترة الماضية محاولات مضنية من أجل إقناع بكين برفع عملتها، موضحا أن السبب في ذلك يرجع إلى أن واشنطن لا ترغب في قوة عملتها أمام اليوان لأن ذلك يضر صادراتها.
    وأفاد بأن العملة الصينية تلقت أعنف هبوط لها أمام الدولار، وهو الأمر الذي وصفه بـ ''الخطير'' في حال استمر على ذلك النهج، مشيرا إلى أن هبوط اليوان أثر وسيؤثر سلبا في أسعار النفط العالمية، والأسواق المالية العالمية، وبالأخص السوق السعودية، بالنظر إلى ارتباط صادرات المملكة بآسيا بشكل قوي.
    وأضاف قائلاً:''فيما لو استمرت الأزمات الآسيوية والعالمية، فسيستمر الهبوط في الأسهم السعودية، كما أن توالي الأزمات العالمية سيؤثر في أداء الأسواق المالية العالمية، الأمر الذي سيجعل معظم الأسواق تستشعر الخطر بشكل أقوى خلال الفترة المقبلة''.
    وزاد:''اليوم مع استمرار دخول آسيا في نقطة ساخنة ستتزايد نسبة التذبذب الحاد في الأسواق، وستنشط عمليات المضاربة والدخول والخروج السريع، وستكون هناك صعوبة في التوقعات، وبالتالي ستدخل الأسواق أيضا نفق مرحلة عدم التأكد والوضوح في الأجل القصير''.
    لكن الخبير في الشؤون الاقتصادية الدولية ألمح إلى أن الأجلين المتوسط والطويل يشيران إلى أن الأوضاع الاقتصادية العالمية تمر بمرحلة جيدة، بالنظر إلى أن منظمة التجارة العالمية أوضحت أن النمو الاقتصادي الدولي سيكون بشكل أفضل هذا العام.
     
     
     

    فدعق
     
     
     
    تركي فدعق عضو لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة، اتفق مع ما ذكره الدراج من حيث تأثير الأزمة الآسيوية في الأسهم المحلية، حيث أوضح أن الأسواق الآسيوية أغلقت على انخفاض بسبب الأزمة الكورية التي عززت المخاوف في معظم الدول العالمية، مضيفا أن العملة الأوروبية – اليورو- انخفضت منذ بداية الأسبوع أمام الدولار - من 1.25 دولار إلى 1.22 دولار، وأن ردة الفعل العنيفة هذه أثرت في الأسواق المالية الأوروبية التي استجابت وانخفضت بنحو 3 في المائة.
    واعتبر فدعق أن السوق السعودية افتتحت تداولاتها بالأمس على انخفاض مبالغ فيه بشدة، مبينا أن ردة الفعل تلك جاءت بسبب أن السوق المحلية والخليجية على وجه العموم ''هشة''، وتستجيب لكافة التداعيات، من حيث ارتفاعها وانخفاضها لأبسط الأسباب.
    وأشار المحلل المالي وعضو لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة، إلى أن الانخفاض جاء بقيادة قطاع البتروكيماويات، الذي تأثر بشدة بسبب الأزمات العالمية وبالأخص الأزمة الآسيوية، لافتا إلى أن القطاع حقق خسائر على مدى الأسبوعين الماضيين بنحو 30 في المائة، وهو العامل الذي ضغط على المؤشر باتجاه الهبوط.
    وأضاف:''الأزمة الآسيوية كانت هي الأشد على السوق المحلية، لكن ومع ذلك نحن تأثرنا في الأسهم بشكل مبالغ فيه، بالنظر إلى الترجيحات التي تشير إلى إمكانية هبوط أسعار النفط بفعل الأزمة إلى مستويات متدنية جديدة، بالنظر إلى تأثر الإمدادات أثناء الأزمة''.
    وتابع:''لا أتوقع أن تستمر الأزمة بشكل كبير، ودول اليورو أمامها تحد، وتحتاج إلى دعم أقوى من حيث حل ديون إسبانيا، والبرتغال، أما البتروكيماويات العالمية فإذا زادت الأسهم الأوروبية سوءا فسينعكس على انخفاض الطلب العالمي على مشتقات البتروكيماويات بشكل مباشر، كما أن أي زيادة في أزمة جنوب شرق آسيا فستلقي بظلالها على النفط لكونها من أكبر المناطق استيرادا للنفط''.
     
     
     
     
     

    دقاق
     
     
     
    الدكتور على دقاق المستشار والخبير الاقتصادي، اعتبر أن سوق الأسهم السعودية كانت مهيأة وجاهزة للنزول بسبب تأثرها بالمتغيرات العالمية، واستغلال المضاربين لذلك، مشيرا إلى أن دول العالم تمر حاليا بمتغيرات سياسية واقتصادية، تسببت في حدوث حالة من الهلع في أوساط المتداولين.
    وقال دقاق:''الأزمة الأوروبية من المفترض ألا تؤثر في سوقنا بشكل كبير، والمفترض أن المملكة تستفيد من هذه الأزمة من حيث انخفاض أسعار السلع الأوروبية، والمستجد في الأمر هو انخفاض اليوان الصيني الذي تأثر بفعل الأزمة السياسية في كوريا، والأخبار غير الجيدة، وبالتالي أثر في أداء الأسواق العالمية''.
    وزاد:''أتوقع أن هناك أخبارا غير جيدة ولاتزال خافية في عدد من الدول العالمية، وبالتالي نتوقع نزول مؤشر السوق السعودية إلى مستوى 5500 نقطة خلال الأيام المقبلة''.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية